عرب

“طلق صناعي” عودة إلى “السينما الثورية” (تقرير)

محمد فهمي

لا شك أن محمد وخالد وشيرين دياب لم ولن يستطيعوا فصل توجهاتهم الثورية وميولهم تجاه قضايا الوطن الكبري عن ما يقدمونه سينمائياً.

فيلم طلق صناعي والمعروض حالياً بالسينمات هو شِق آخر من القضايا التي سبق وعالج “الديابيين” بعضها في أفلامهم (عسل اسود، إشتباك، الجزيرة جـ2،1).

يحكي فيلم طلق صناعي عن أبوين مصريين وهم ماجد الكدواني (حسين) وحورية فرغلي (هبة) يتفقان علي أن تَلِد هبة توأمها في السفارة الامريكية بعد ان أخذا رفض علي تأشيرة الهجرة حتي يتثني للمولودين حمل الجنسية الأمريكية، ينفذ الأبوين الخطة ويتحفظون علي أسري أمريكان ومصريين ومن هذة النقطة يبرز “دياب” إختلاف تعامل الجهات الأمريكية والجهات المصرية مع الحدث ذاته.

المواطن (حسين) والذي يقوم بدورة ماجد الكدواني الذي نضج بالشكل الكافي لتحمل مسئولية بطولة كاملة لفيلم طويل، ظهر الكدواني بأداء متوازن لا يشوبه (الأڤورة) والتحكم الكامل في أدواته كممثل مخضرم يقوم بأداء درامي متميز جداً ولم يفتقد حسه الكوميدي المعروف عنه بفارق كبير عن حورية فرغلي التي من الواضح أنها لم يحالفها التوفيق في أداء الدور بشكل كامل، ومعذرةً من الواضح أن مشكلة التغير الكبير في شكل “الأنف” والذي حدث لها مؤخراً لم تَعُد تساعدها درامياً في أداء الوجه.

يعتبر هذا الفيلم انطلاقة كبيرة للفنان مصطفي خاطر، حيث يقوم بدور (الدكتور سعيد) وهو أحد الأسري الذي وقع ضحية إقتحام (حسين) للسفارة وهو بالحقيقة منتحل لصفة طبيب ومزور الباسبور حتي تسهل له الهجرة لأمريكا، وقد سبق أن مثَّل مصطفي خاطر درامياً في فيلم هروب اضطراري، ولكن في “طلق صناعي” أجبر أداء مصطفي خاطر الجمهور علي اعتباره هو البطل الثاني جنباً إلي جنب مع ماجد الكدواني بدلاً من حورية فرغلي. بالإضافة إلى الشحنة الكوميدية الكبيرة التي بعثها خاطر في الفيلم كما لم يفتقد الحس الدرامي والذي يميزة بشكل كبير عن كثير من “بهلاوانات” الكوميديا الحاليين.

أما عن سيد رجب فلم يقل تألقه قبل أو في هذا الفيلم وأتوقع أنه لن يقل بعده، يقوم “رجب” بشخصية (مدير الأمن المصري) المسئول عن عملية إجلاء الأسري، وهي شخصية معقدة ومتناقضة تجمع بين الكوميديا والوطنية والعنف والذكاء المصطنع والثقة الشديدة بالنفس.

يقوم صناع الفيلم بمعالجة فكرة الهجرة الي أمريكا والتي تعد حلماً كبيراً للكثيرين، حيث يبرز الطرق الغير شرعية التي يقوم بها الراغبين للهجرة فقط لتحقيق فكرة السفر الي أمريكا.

ويفضح الفيلم خبث الإدارة الأمريكية في التعامل مع ملف حقوق الإنسان بوجهين مختلفين، أمام الإعلام والصحافة شيء وفي الكواليس شيء آخر.

ولا يغيب المشهدين الأمني وخصوصاً الداخلية عن افلام “دياب” منذ بدأ العمل بالسينما حيث برز دور ضابط الداخلية في فيلم 678 وفيلم عسل اسود والجزيرة جـ2،1 وحتي فيلم 1000 مبروك، كما لا يغيب المشهد الأمريكي دائماً عن أفلامهم وخصوصاً (عسل اسود، اشتباك، طلق صناعي)

ويعيد الفيلم مشاهد الثورة إلى أذهان الجميع حيث المظاهرات والتجمعات وتشكيلات الأمن المركزي وقنابل الغاز، حيث تعاطف الناس -في الفيلم- مع المواطن (حسين) وخرجوا في تظاهرات كبيرة للمطالبة بحقوقه.

هذا وقد حقق الفيلم إيرادات كبيرة بالنسبة لأفلام منتصف العام كما لقي الفيلم نقداً فنياً متضارب، بين الإشادة الكبيرة من كثير من النقاد ووصفة بـ “اسكتش كوميدي لا يرتقي ليكون فيلم” من قِبل الروائي أسامة الشاذلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى