عرب

هل تضطهد الكرة المصرية أبناء الكنيسة ؟

محمد فهمي 

في البداية ان كنت تقرأ هذا المقال وتنتوي ان تنصحني ببعض الترّهات المتعلقة بصبغ المقال بصبغة دينية والتطرّق والتشعّب بعيداً عن مناقشة وتفسير الظاهرة الأصلية ، فأرجو أن توفر نصيحتك لنفسك .. أولاً لو أنك من متابعي كرة القدم المصرية او حتي انصاف المتابعين او من المبتدئين ، فلا يخفي عليك قلة بل ندرة بل تصل حتي الي عدم وجود اقباط في مجال الكرة عموماً سواء كلاعبين أو مدربين او حُكّام وبما ان مشوار اغلب الرياضيين يبدأ بكونه لاعب فسوف يتم التركيز علي هذه النقطه ، ان كنت متابع او غيره فمن الطبيعي ان يكون تبادر لذهنك او تطاير لمسامعك من احدهم هذا السؤال .. لماذا لا يوجد لاعب كرة قدم مسيحي في مصر ؟ محاولة الاجابة عن هذا السؤال او الاقتراب حتي من المحاولة تسبب لك في كثير من السَب والقذف الغير مبررين ، حسناً فقد نوهنا أننا نفسر ظاهرة لا أكثر .
وفي الطريق لتفسير الظاهرة يجب أن تنظر جيداً في هذة المعلومة , عدد النوادي في مصر 53 نادي ، تحتوي هذة النوادي علي ما يقرُب من 1270 لاعباً يلعبون للفريق الأول لنواديهم لا يوجد بهم لاعب مسيحي تقريباً ، وعدد الأقباط في مصر 10% من نسبة سكانها ، أي عشرة ملايين أو أكثر قليلاً .. مُخطئ من يحصُر الأمر في الوقائع المُتفرقة التي نسمع عنها بـ أن يُرفَض ناشئ بسبب ديانته ، الأمر أعقَد وأسباب هذة الظاهرة أعمق من ذلك .
ترجع جذور المشكلة إلي الفترة ما بعد ثورة 1952 ، حينما دخلت نوادي كرة القدم في أولويات المؤسسات التي حرص نظام الظباط الأحرار في السيطرة عليها ، حيث أُطيح بـ أحمد عبود باشا من رئاسة النادي الأهلي وتولّي اللواء صلاح الدسوقي وهو لواء شرطة مُقرب من مجلس الظباط الأحرار ، تبع هذا القرار تأميم جميع ممتلكات أحمد عبود باشا , كما أطيح بـ عبد اللطيف أبو رجيلة من رئاسة نادي الزمالك وتولّي حسن عامر شقيق المشير عبد الحكيم عامر المسؤلية ، تَبع هذا القرار تأميم ممتلكات أبو رجيلة أيضاً , وجاء القرار الكبير بتولّي المشير عبد الحكيم عامر رئاسة إتحاد كرة القدم ثم تولَّي الفريق سليمان عزت قائد البحرية رئاسة النادي الأوليمبي ، والفريق أنور قاضي رئاسة نادي الإتحاد ، وحسين الشافعي إتحاد الفروسية ، وعبد اللطيف البغدادي اتحاد الكروكية.
 كانت هذة البذرة لقيادة الكرة بعد ذلك بعناصر بعيدة عن الرياضة, وتخللت السياسة كرة القدم ، علي الرغم من السياسة لم تفارق كرة القدم منذ عصر الملكية ولكن عصر الملكية كانت سياسة رئاسة النوادي شَرفية فقط ولا تتدخل بشكل جاد في إدارة عناصر المستطيل الأخضر , يمكنك أن تسأل ، ما علاقة هذا بعدم وجود الأقباط داخل المستطيل الأخضر ؟
منذ بدايات السبعينيات كانت النوادي قد تم التمكن منها تماماً وأصبحت جزء أصيل من المؤسسات العامة ، تزامن هذا مع تلبور التيارات الدينية وبداية تكتلها ووضوح معالمها وجلوسها علي طاولة واحدة مع النظام ، دخلت النوادي ضمن الـ ” كوته ” التي خُصصت للتيارات الدينيه ، مما استحوذ البعض من أصحاب خلفية هذة التيارات علي مناصب مفصلية في النوادي الرياضية ، جنباً إلي جنب في الجامعات وكذلك المؤسسات الحكومية ، مما وُضعت قاعدة غير مُعلنه بأن لا يكون ” قبطي نجماً لمصر ” ، كانت خطة تمكين هذة التيارات تتضمن عدم ظهور قبطياً كنجماً كروياً في الصورة وأن لا يتعامل معه الصغار كمثل أعلي او تُصبح واجهة مصر لا تُعبر عن هذة التيارات ، يظهر هذا جلياً في عدم التعرض للأقباط الأفارقة المحترفين ، المستهدف ليس ” القبطي ” ، المستهدف هنا هو ” القبطي المصري ” .. أدّي هذا ظهور خمسة لاعبين أقباط فقط فيما يقرب من سبعون عاماً بعد الثورة وهُم :- هاني رمزي : النادي الأهلي أشرف يوسف : نادي الزمالك محسن عبد المسيح : النادي الاسماعيلي ناصر فاروق : نادي غزل المحلة عماد فريد : لاعب الجيش حينما يُطرح سؤال عن عدم وجود الأقباط تجد الإجابة والتبرير الدائم : ” هاني رمزي ” والحقيقة أن هاني رمزي صرّح مسبقاً بأن تم تحذيرة من دخول النادي الأهلي وهو غير مُسلم ! وبالفعل تم تضييق الخناق عليه حتي أنه اعتزل الكُرة لفترة حتي أنقذه الكابتن أنور سلامه وذلك لموهبته الفذّة فوق العادة .. لم يختلف عنه كثيراً أشرف يوسف الذي قال أنه مشوارة الكروي داخل نادي الزمالك لم يخلو من الإسائات والتهكم والسخرية منه بسبب ديانته حتي من أقرب المُقربين .. لم تستطع الصحف والمواقع والبرامج الرياضية إخفاء المشكلة من جذورها برغم سياسة التبرير والتعتيم التي اتخذتها منهجاً للتغطية علي أصل المشكلة منذ يومها الأول ظناً منهم أن مجرد الحديث إفتعالاً للفتنه ، ولكن ان أردنا حل الأزمه فلا سبيل للحل لدينا غير الكشف والوضوح .. فقد قال شنودة وهيب وهو قبطي صعيدي ووالد أحد الناشئين أن مدرب فريق المنيا للناشئين قال نصاً لإبنه : ” غيّر ديانتك وتعالي ” وقال المواطن ابانوب للكابتن احمد شوبير : ” تم قبول ابني في اختبارات الناشئين قبل أن يعرف المدرب ان إسمه كيرليس فرفضة “
كُل هذة الوقائع التي دائماً ما اشتكي منها أصحابها لفتت انتباه الكنيسه منذ زمن فكان البديل ” دوري الكنائس ” ما هو دوري الكنائس ؟
دوري الكنائس هو دوري لكرة القدم مقسم إلي عدة فرق من الأعمار المُختلفة من إبتدائي واعدادي وثانوي وما بعد ذلك من أعمار ، تتواجة الفرق أولاً في الكنائس الإقليميه الخاصة بمحافظتها ثم يقام النهائي في الكنيسة الأُم ويُختار علي أساسها ” فريق الكنيسة ” في النهاية كان الدفاع والتصدي لهذة القضية دفاعاً عن كرة القدم لا دفاعاً عن فئات ، فكُرة القدم خُلقت للمتعة والتوحد بين الشعوب بعيداً عن الدين والجنس والعِرق واللون وحرمان شخصاً أو آخر بسبب ديانتة أو لأي سبب آخر غير موهبتة في اللعبة نفسها .
أخيراً نتمني من المقيمين علي الرياضة في النوادي والدولة ووزارة الشباب يرئسها الوزير خالد عبد العزيز النظر بجدية في هذا الملف الذي طالما ما تم التعتيم علية ، وذلك بمقترحات ممكنه بتكوين لجنة خاصة بكل نادي أو شخص واحد علي الأقل يكون كل مسئوليته البحث وراء رفض الناشئين سواء لديانتهم أو لمصالح المدربين الشخصية في قبول الأقارب وأقارب الأقارب وذلك للرقي بمستوي كرة القدم للوصول لأقصي مستوي بهذة الإمكانيات ، فـ الدين لله ، والكورة للجميع .
مصادر تم الإستعان بها : ويكيبيديا المصري اليوم مصر س هافينغتون بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى