في عامها الثامن ..اكتمال 87% من مبادرات رؤية السعودية 2030
في العام الثامن من رؤية المملكة 2030 يتبدى لنا السؤال الملح: كيف تسير مخططات الرؤية، وماذا تقول الأرقام والإحصاءات؟ وماذا تحقق حتى الآن ونحن على بعد سنوات قليلة من بلوغ المحطة الأخيرة؟
انطلقت الرؤية من ركائز ثلاث، أولها، أن المملكة عمق للعالمين العربي والإسلامي، والثانية هي قدرات المملكة الاستثمارية الهائلة، إضافة إلى الركيزة الثالثة، وهي الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، كونها محورًا يربط بين ثلاث قارات، ويمر بها طرق بحرية هي من الأكثر أهمية على مستوى العالم.
ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في 25 أبريل 2016، والمملكة العربية السعودية تشهد تحولًا تاريخيًا غير مسبوق، ونموًا ملحوظًا يدعم غاية الرؤية التي تكمن في بناء مستقبل مزدهر ومبشر، من خلال تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة.
وتزامنًا مع العام الثامن لإطلاق رؤية المملكة الطموحة؛ يكشف أحدث تقرير سنوي صادر عن رؤية السعودية 2030، في إبريل من العام 2024م، عن اكتمال ما يقرب من 87% من مبادراتها، في حين قدرت مؤشرات الأداء الرئيسة لعام 2023 بـ243 مؤشرًا، تخطت 105 مؤشرات منها مستهدفاتها المستقبلية لـعامي 2024/ 2025.
أعداد المعتمرين
سجَّلت المملكة زيادة تاريخية في أعداد المعتمرين من الخارج، حيث بلغت 13.56 مليون معتمر بنهاية 2023م، ويبلغ المستهدف العام للرؤية 30 مليون معتمر، فيما بلغ عدد المتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من 131 ألف متطوع.
8 مواقع مسجلة باليونسكو
وفي أعقاب تسجيل “المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية” الواقعة بالرياض، في يوليو 2024، بلغ عدد المواقع التراثية السعودية المدرجة لدى اليونسكو 8 مواقع، متجاوزة مستهدف العام المقدر بـ 6 مواقع، بما يساهم بشكل رئيس في تحقيق عدد من مستهدفات الرؤية، وخاصة في قطاعي السياحة والثقافة.
109 مليون سائح
وفي مجال السياحة وصل عدد زوار المملكة، بنهاية عام 2023م إلى 109 ملايين زائر منهم 27,4 مليون زائر دولي، لتصبح في المركز الثاني بنسبة نمو السياح الدوليين.
وأكّدت وزارة السياحة أن إجمالي إنفاق السياح الوافدين إلى المملكة من الخارج خلال العام الماضي تجاوز الـ (141 مليار ريال)، وذلك بحسب التقرير السنوي للإحصائيات السياحية للعام 2023م.
وفي يوليو من العام الجاري 2024م، كشف وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب، أن عدد السياح خلال النصف الأول من عام 2024، بلغ 60 مليون سائح، أنفقوا 143 مليار ريال حسب البيانات الأولية، لافتا إلى أن طموح المملكة الوصول إلى أكثر من 150 مليون سائح محلي ودولي بحلول 2030م، مما يعزز من مساهمة السياحة في إجمالي الناتج المحلي إلى 10%، وزيادة معدلات التوظيف ليصل إلى 1.6 مليون وظيفة بحلول 2030م.
وفي مؤشر دال على جودة المحتوى الترفيهي، أعلنت الهيئة العامة للترفيه، في فبراير من العام 2024، أن عدد الزوار في الفعاليات والأنشطة الترفيهية خلال العام المنصرم، بلغ أكثر من 72 مليون زائر.
وفي أغسطس من العام الجاري 2024، أعلنت الهيئة عن وصول عدد زوار الفعاليات خلال الربع الثاني من العام 2024م، إلى أكثر من 16 مليون زائر، بارتفاع نحو من 130 % عن الفترة نفسها من العام الماضي.
الاقتصاد غير النفطي
سجلت الأنشطة غير النفطية في المملكة أعلى مساهمة لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال عام 2023 بنسبة 50%، وهو أعلى مستوى تاريخي تصل إليه، وبذلك يصل إجمالي الاقتصاد غير النفطي إلى 1.7 تريليون ريال بالأسعار الثابتة، مدفوعًا باستمرار النمو في الاستثمار والاستهلاك والصادرات.
وتحققت هذه النسبة التاريخية بفضل أداء غير مسبوق في الاستثمار غير الحكومي خلال آخر عامين بمعدل نمو 57 %، لتصل قيمة الاستثمارات غير الحكومية إلى أعلى مستوى تاريخي لها عند 959 مليار ريال في عام 2023.
وشهدت الصناعات العسكرية توطين ما نسبته 10.4%، متجاوزة مستهدف العام البالغ 9%، فيما يبلغ مستهدف الرؤية 50%.
صندوق الاستثمارات العامة
تجاوزت القيمة الإجمالية للأصول التي يديرها صندوق الاستثمارات العامة 2.87 تريليون ريال (تعادل 765.6 مليار دولار) بحلول 31 ديسمبر 2023، ويبلغ إجمالي الأصول تحت إدارته حاليا 3.47 تريليونات ريال.
جاء ذلك وفق تقرير صندوق الاستثمارات العامة السنوي لعام 2023، الذي أظهر تحقيق إنجازات متسارعة شملت مختلف الركائز والقطاعات الاستراتيجية في المملكة والعالم، بصفته أحد المستثمرين الأكثر تأثيرًا في العالم، طبق خلالها الصندوق في تقريره السنوي معايير أداء الاستثمار العالمي (GIPS®) الصادرة عن معهد CFA.
وكان لمجموعة الشركات الجديدة التي أطلقها الصندوق خلال 2023، دور حيوي في تمكين القطاعات الجديدة الواعدة، وأبرزها: “طيران الرياض” وشركة البنية التحتية للمركبات الكهربائية (EVIQ)، وشركة الاستثمارات الدوائية (لايفيرا)، وشركتي “البلد” و”أردارا” لتعزيز تطوّر القطاع العقاري، فضلا عن توقيع الصندوق لشراكات عالمية ساهمت في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، ومنها توقيع مشروع مع شركة صناعة السيارات الكورية “هيونداي” وعقد شراكة مع شركة الإطارات الإيطالية “بيريللي”،، وإطلاق مشروع مع شركة “باوستيل الصينية” لإنشاء مجمع متكامل لتصنيع الألواح الفولاذية في المملكة.
وبلغت حصة الصادرات غير النفطية من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي 24.1%، فيما بلغ معدل البطالة بين السعوديين 7.7%، متجاوزًا مستهدف 2023 البالغ 8%، فيما يبلغ مستهدف الرؤية 7%.
المرأة في سوق العمل
حرصت رؤية المملكة على تمكين المرأة وتوفير كل ما من شأنه ضمان قيامها بدورها التنموي، وبلغت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 35.5%، فيما يبلغ مستهدف الرؤية 40%.
وتمكَّنت المملكة من تسجيل معدلات تضخم ضمن الأدنى بين اقتصادات دول مجموعة العشرين، حيث بلغ في الربع الرابع 1.6%.
المجال الصحي
وفي المجال الصحي، استفاد من تطبيق “صحتي” أكثر من 30 مليون مستفيد، وأُطلقت خدمة “طبيب لكل أسرة” لتقديم الرعاية الصحية والوقائية والعلاجية، حيث تم ربط 20 مليون مستفيد بفريق طبي لكل أسرة، كما تم تدشين منصة “نفيس” التي استفاد منها أكثر من 14 مليون مستفيد، وقد صُممت المنصة لتصبح بوابة رقمية تحكم تبادل التعاملات الصحية بين أطراف القطاع الصحي.
الحكومة الاليكترونية
جاءت المملكة في المرتبة الـ 31 من حيث ترتيبها في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية، فيما حدد المستهدف العام للرؤية المرتبة الـ 5.
واحتلت المملكة المركز الـ 17 عالميًا بين 64 دولة الأكثر تنافسية، والمركز الـ 2 عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني، والمركز الـ 3 بين دول مجموعة العشرين من حيث الأداء العام، والمركز الـ 3 بين دول مجموعة العشرين، والـ 5 عالميًا في مؤشر السوق المالية، والمركز الـ 6 في محور الأداء الاقتصادي، والمركز الـ 11 عالميًا في محور كفاءة الحكومة، والمركز الـ 13 عالميًا في كفاءة الأعمال، والمركز الـ 34 عالميًا في البنية التحتية.
وفي القطاع اللوجستي، حققت المملكة المركز الـ 17 في المؤشر الصادر عن البنك الدولي، والثامن في تصنيف (LLOYD’S) العالمي، كما حققت تقدمًا في مؤشر الربط الجوي الدولي، لتحتل المركز الـ 13.
المجال البيئي
وفي المجال البيئي، وضمن مباردة السعودية الخضراء، حققت المملكة تقدمًا ملموسًا في مبادراتها البيئية المستدامة؛ لتكون انطلاقة ناجحة نحو حقبة خضراء وغد أكثر استدامة، ومن تلك الجهود زراعة أكثر من 70 مليون شجرة في مختلف مناطق المملكة، وأكثر من 3 ملايين شتلة برية، وأُهّلت أكثر من 975 هكتارًا من المدرجات الزراعية في الجنوب الغربي للمملكة، مُجهزة بتقنيات حصاد مياه الأمطار. كما أُعيد توطين 1,660 حيوانًا مُهدّدًا بالانقراض، بالإضافة إلى أن المملكة شهدت ولادة 7 من صغار النمر العربي، و18.1% من المناطق البرية أصبحت محميات طبيعية، و6.49% من المناطق البحرية أصبحت محميات طبيعية.
ولمساهمة المملكة في الحد من الانبعاثات الكربونية؛ صدرت كميات تجارية من الأمونيا النظيفة لليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، وتايلاند، وأوروبا. كما تم ربط 2,800 غيغاواط من الطاقة المتجددة بشبكة الكهرباء الوطنية تكفي لتزويد 520 ألف منزل بالكهرباء.
تمضي رؤية المملكة 2030 قُدمًا في تحقيق المنجزات تلو المنجزات، بمتابعة وتوجيهات وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-، حيث بلغ مؤشر الفاعلية الحكومية 70.8 درجة للعام 2023، متخطيًا بذلك مستهدف العام البالغ 60.7 درجة، فيما يبلغ مستهدف الرؤية 91.5 درجة.
ومما لا شك فيه أن هذه المنجزات في عام الرؤية الثامن، لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله عز وجل، ثم التوجيهات والمتابعة الدؤوبة من قبل القيادة الرشيدة – أيدها الله -؛ والتي تأتي ترجمة لما قاله سمو ولي العهد -حفظه الله-: “لقد سمينا هذه الرؤية بـ (رؤية المملكة العربية السعوديّة 2030)، لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فورًا في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، ومعكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعًا -إن شاء الله تعالى-“.