منوعات

التصنيف العربي للجامعات عصر جديد نحو الابتكار والعالمية

بقلم – مجدي أبوزيد 

استضافت القاهرة احتفالات تكريم وتسليم شهادات الجامعات العربية المدرجة ضمن النسخة الأولى من التصنيف العربى للجامعات 2023، الصادر عن اتحاد الجامعات العربية، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو»، واتحاد مجالس البحث العلمى العربية.

وجاء الاحتفال الذى شهده الاستاذ الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فى إطار افتتاح النسخة الـ 14 من الملتقى الدولى للتعليم العالى والتدريب «إديوجيت» والذى يشمل تكريم لفيف كبير من رؤساء الجامعات العربية، بجانب تكريم 28 جامعة مصرية ظهرت ضمن قائمة النسخة الأولى للتصنيف.

وتستمر فعاليات الملتقى على مدار أسبوع يستضيف نحو 100 جامعة مصرية وعربية وأجنبية بخلاف لفيف من وكلاء الجامعات الأوروبية والأمريكية والهندية للتباحث حول الفرص والنظم التعليمية.

وتصدرت جامعة الملك سعود قائمة الجامعات العربية، تلتها جامعة القاهرة، ثم جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم جامعة عين شمس، وتلتها جامعة المنصورة، ثم جامعة الشارقة، وجامعة الملك خالد، وجامعة صفاقس، وجامعة الإسكندرية، وجامعة الزقازيق.

التصنيف العربي للجامعات، أصبح نقطة مرجعية للدول لتقييم فاعلية الجامعات الموجودة بها، ولصانعي السياسات الجامعية لصياغة خطط تطوير الجامعة، كما أنها باتت مهمة جداً للشركات لاختيار المؤسسات الشريكة، وايضا أصبحت مرجعاً للطلاب وأولياء الأمور لاختيار الجامعة.

وحيث إنه يوجد في العالم أكثر من 30 ألف جامعة ومعهد عالٍ، في 238 دولة، ويتم سنويًا تقييم وتصنيف عدة آلاف منها لاختيار أفضلها من خلال 20 تصنيفًا دوليًا للجامعات، وتستشهد الجامعات العربية فيه بتصنيفات من الصين، وأوروبا، وأمريكا.

لذا كانت الحاجة ماسة لتصنيف عربي للجامعات يلائم الخصوصية العربية ومدعوم بمؤشر عربي لتقييم أداء مؤسسات التعليم العالي وإعادة تصنيفها بما يحقق التوافق العربي، وفق معايير عالمية تشتد فيها المنافسة وضغوطات سوق العمل.

ويعتمد التصنيف العربي للجامعات على الدقة والموضوعية من خلال عدة مؤشرات مركبة تجمع بين أربعة مؤشرات أداء تقييم رئيسية، لكل منها 9 معايير أداء فرعية هي: مؤشر الأداء الرئيسي «التعليم والتعلم» بنسبة 30%، ومؤشر الأداء الرئيسي «البحث العلمي» بنسبة 30%، ومؤشر الأداء الرئيسي «الإبداع والريادية والابتكار» بنسبة 20%، ومؤشر الأداء الرئيسي «التعاون الدولي والمحلي وخدمة المجتمع» بنسبة 20%.

والهدف من التصنيف العربي هو تحسين مخرجات التعليم العالى والبحث العلمى والوصول بالجامعات العربية إلى الجيل الرابع من الجامعات، وتحقيق المستهدف بمواصلة تقديم تعليم عربى عالى الجودة يتوافق مع المعايير الدولية وينافس عالمياً فى مختلف القطاعات والتخصصات، ويسهم فى تنمية المجتمعات العربية.

وأرى.. أن التصنيف العربي للجامعات جاء ليؤكد أننا على أعتاب عصر جديد، يتميز بالابتكار والتعاون، وخطوة هامة في سعي الدول العربية نحو رفع معايير التعليم العالي بالمجتمعات العربية المختلفة ووضعها فى المكانة الصحيحة على المسرح العالمي.

ومن هنا بات على الجامعات التى تتصدر التصنيف اغتنام هذه الفرصة التاريخية لتشكيل مستقبل التعليم العالي العربي، والعمل جنبًا إلى جنب لبناء مستقبل أكثر إشراقًا، وأكثر شمولاً وازدهارًا للأجيال القادمة.

كما أرى، أنه أصبحت تلك الجامعات العربية التى تصدرت التصنيف مطالبة بإعادة الاعتبار لدورها الريادي في قيادة التغيير والتطوير، وذلك ببناء مناهج تدريسية أكثر حداثة وفعالية ومواءمة لخصوصية المجتمع ومقوماته.

ومطلوب منها أيضاً العمل على تنمية أساليب البحث العلمي وترقية مؤسساته ومختبراته وفرقه ومشاريعه، لتتماشى مع تطلعات المجتمع وآفاق التقدم الحضاري والازدهار العلمي.

زر الذهاب إلى الأعلى