مساحة إبداع .. أضغاث


بقلمـ آلاء الرفاعي.
إن كان للخيالِ أضغاث .. فـ للواقعِ أحلام !
صعد درجات المسرح بثقة وتحدي ممزوجٌ بالأمل والقلق، وما إن وصل للقمه وسكن الحضور، بدأ بالعزف .
لم تكن أنامله فقط التي تعزف بل كانت تستمد طاقتها من قلبه وعقله، طاقه مهوله لم تشهدها ألته من قبل !
مما جعل الحضور يقفون دفعةٌ واحده فور انتهائه مع تصفيق يكاد يبلغ عنان السماء .
وقف ينظر إليهم بعينٍ ثابتة بشفتين باسمتين وأذن لا تسمع غير تلك الكلمة، تلك الكلمة التي وقعت عليه كالصاعقة يوما ما (( ده دايمًا ورا وهيفضل ورا ))
لربما كانت هي الدافع !
أفاق من شروده علي صوت متهكم يقول بخفوت :
– أنت كده فنان يعني ! ال موسيقي ال !
حينها ألتقط الميكروفون بيده وقربه من فمه ونظرات الحضور تتأمله بتعجب !!
ثم قال جملة أرسطو الشهيرة :
– “الموسيقي أسمي من أن تكون أداه للهو والسرور والتسلية ”
فأنتفض الحضور وتعالت الشهقات؛ فالمفترض أنه .. أبكم !!!
تركهم في حيرتهم وغادر بسكون ..
ثم ذهب إلي مكانه المفضل، تلك المياه المشبعة بسيرته … وقفز !
قفز من فراشه فزعاً .. وثوان حتى أيقن انه حُلم !
نهض، وأسرع في لباسه فكاد أن يتأخر عن الحفل.
وبمجرد وصوله للقاعة يتحقق ذلك المنام بأدق تفاصيله ! فيما عدا أنه ليس بأبكم.
حينما غادر القاعة وجد قدمه تسوقه إلي ذلك المكان بدون أمر أو رغبةٌ منه ! فزادة حيرته وكاد أن يُجن !
وقف يتأمل تلك الطبيعة الخلابة ..
وسأل نفسه بحيرة : هل يمكن للحلم أن يتحقق ؟! فوجد الأجابه تتسلل إليه من هذه المياه وكأنها خلقت لتفهمه وتجيبه، كأن تلك الصورة التي تعكسها له كالشمس تنير عقله وترشده للصواب .
فتقول : نعم، فالحُلم جنين الواقع ووليد المستقبل .


