“حيدر علييف” والأدب الأذربيجاني
إن للأدب دور مهم في نشاط ومصير “حيدر علييف”، سياسي ذائع الصيت وزعيم قومي للشعب الأذربيجاني. وقبل كل شيئ تجدر الإشارة إلى أن “حيدر علييف” يعد من رجال الدولة النادرين في العالم، يتمتعون يمعرفة واسعة ومنهجية بالأدب، حيث تميز بقدرته القوية على القراءة منذ سنوات مراهقته وشبابه، وكما تميز بشجاعته في الظهور على خشبة المسرح إلى جانب الممثلين المحترفين أيام دراسته في المدرسة، ولا يخفى على أحد أن عنصر الأدب احتل مكانة خاصة في تشكيل رؤيته للعالم. وقد اعترف نفسه أيضا بالدور الخاص للأدب الفني في مصيره الشخصي. ويمكننا أن نجد هذه الكلمات في خطاب “حيدر علييف” ألقاها في المؤتمر العاشر للكتاب الأذربيجانيين عام 1997: “أنا شخصيا ممن يحب الأدب، أحببت الأدب منذ صغري، منذ أن كنت طفلا في المدرسة ومنذ قراءتي أولى نماذج من الأدب…”
وكان “حيدر علييف” يولي أهمية خاصة لعدة أدباء وشعراء، كما فضل بعض الأعمال الفنية وميزها. وأشار في بعض خطاباته إلى مسرحية “الموتى” للكاتب الأذربيجاني “جليل محمد قولوزاده”، وقصيدة “أذربيجان” للشاعر الأذربيجاني “صمد فورغون”، ومسرحية “الإبليس” للكاتب الأذربيجاني “حسين جاويد” وغيرها من الأعمال.
لقد اعتبر “حيدر علييف” كتابة عمل حول موضوع تاريخي على مستوى فني رفيع من أهم المهام المسؤولة للكتاب تجاه الوطن الأم والشعب. وشدد على ضرورة الانسجام بين التاريخ والفن في مثل هذه الأعمال: “يجب أن يتم كتابة الأعمال الأدبية التي تُخلق فيها صور لشخصيات تاريخية وتُمجد فترات مهمة من تاريخنا على أعلى مستوى. وهذه مواضيع مهمة جدا، إن قلنا بصراحة، إنها مواضيع معقدة. وفقط الموهوبون والفنانون ذوو المعرفة العميقة يمكنهم التعامل مع مثل هذه المواضيع”.
لقد احتلت الحداثة دورا ومكانا فريدا في السياسة الثقافية لـــ “حيدر علييف”. وكان “حيدر علييف” يعتقد دائما أن “إظهار الكتّاب لعصرهم بأحداثها الكاملة، وإحياء جدلية التنمية الاجتماعية في شكل فني، والتعرف على أهم اتجاهات وأنماطها ودرك مدى هذا الموقف المسؤول مهمة بالغة الأهمية بالنسبة لكل كاتب وشاعر”. في رأيه، لا ينبغي للكاتب الحقيقي الذي يكتب عن الحياة الحديثة أن يصف ميوله الخاصة، بل يجب عليه أولا أن يصف العمليات والأحداث التي تحدد مصير التطور الاجتماعي”.
خلال الحقبة السوفيتية، وكذلك خلال فترة الاستقلال، إن تقارير “حيدر علييف” المفصلة، وخطاباته الصارمة والجريئة في الأحداث الأدبية ومؤتمرات الكتاب الأذربيجانيين حول القضايا الوطنية، على الرغم من المحظورات في ذلك الوقت، لم تلهم الكتاب والشعراء فحسب، بل أعطت المبدعين موضوعات جديدة كقوة توجيهية للحل الفني الرفيع لموضوع الحداثة في الأدب.
وإلى جانب الأدب الفني تمكنت العلوم مثل النقد الأدبي والنقد الفني وعلم اللغة من الارتقاء إلى مستوى جديد من التطور بفضل سياسة “حيدر علييف” المخططة وبعيدة النظر.
وقد انعكست شخصية “حيدر علييف” ونشاطه الاستثنائي في لحظات حاسمة للشعب الأذربيجاني والأعمال النبيلة التي قام بها في العديد من الأعمال الأدبية.
سوف يظل “حيدر علييف” إلى جانب تاريخنا المجيد، في ذاكرة أعماله الأدبية والفنية إلى الأبد.