ناجي العلي ..النضال بقلم المهاجر


منذ طفولته لم يعرف استقراراً , صنع من قلمه و رسوماته سلاحاً لا يمكن ردعه .
ولد ناجي العلي في فلسطين عام 1937, عاش طفولة مريرة فتهجير من الوطن واللجوء إلي مخيمات لبنان و كذلك اعتقاله من جانب قوات الاحتلال وهو صبي لناضلة ضدهم , و لأن المقاومة في داخله فقد صنع من زنزانة العدو بركان غضب ضدهم بفضل رسومته علي جدرانها, كما اعتقل اكثر من مره علي يد الجيش اللبناني .
عقل مناضل لم تستطع الزنازين وقف حريته .
سافر عام 1963 الي الكويت ليبدأ رحلة نضال جديدة في صحف متعددة مثل الطليعة و السياسة و القبس وغيرهم.
واثناء فترة تواجده في الكويت ابتكر شخصية حنظلة التي تجاوز تأثيرها من مجرد رسمه في جريدة الي ان اصبحت رمز للفلسطيني الذي يجمع بين القوة ومواجهة الصعاب , ويقول هو عن حنظلة ” بمثابة الايقونة التي تمثل الانهزام و الضعف في الانظمة العربية “.
كذلك ابتكر شخصيات عديدة أثرت في الوسط الثقافي والشعب الفسطيني و العربي مثل شخصية ” فاطمة ” التي تعبر عن المراة الفلسطينية والتي يظهر من خلالها مدي قوتها وتحملها وشجاعتها عكس زوجها .
طريق النضال ليس مفروش بالورود خاصة وان كان سلاحك هو القلم , فذلك سلاح شديد علي الاعداء يواجه فكرتهم ويوضح ضعفهم , ويقوي من روح المقاومة داخل اصحابة ويمحو الانكسار في نفسوهم .
وقال ناجي العلي عن ذلك “اللي بدو يكتب لفلسطين , واللي بدو يرسم لفلسطين , بدو يعرف حاله ميت .
لتشهد مدينة لندن في 22 يوليو 1987 عملية اغتيال المناضل الفلسطيني , شهدت عاصمة الضباب رحيل جسد ناجي العلي لتبقي افكاره ورسومته خالدة في نفوس الشعب العربي و الفلسطيني , وكلما حلت ذكراه تظهر مدي حاجتنا الي وجود مناضلين من طراز ناجي العلي , مناضلي الفكرة والكلمة والرمز , فبعد رحيل محمود درويش و سميح القاسم تظهر المعانة الفلسطينية في وجود مقاومة من هذا النوع .
العالم العربي


