انتصاران ذات دلالة لـ”كازخستان” في السياسة والرياضة

أبوبكر أبوالمجد
تسعى الأمة الكازاخية تحت قيادة زعيمها نور سلطان نزارباييف أكثر من أي وقت مضى للمكانة التي تستحقها بين أهم دول العامل قدرة وفعالية وتأثيرًا في الحياة الإنسانية.
ولم تعد استراتيجية 2050 مجرد رؤية على ورق لزعيم حالم وشعب غيرمكترث؛ بل حلم مشترك وطموح مستحق وقناعة يؤمن بها شعب وزعيم معًا، ويتحركان في سباق مع الزمن لأجل الوصول قبل هذا الموعد المنشود وليس بعده مهما كانت الصعوبات.
فقبل ثلاثة أيام وفي دورتها الخامسة والأربعين، وتحديدًا يوم الخامس من مايو الجاري، قرر مجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي في دورته الخامسة والأربعين التي انعقدت في دكّا عاصمة جمهورية بنغلاديش، تعيين السفير أسكار موسينوف نائبًا للأمين العام للمنظمة، وجاء القرار بعد حصول السفير الكازاخي على 12 صوتًا من الـ 18 دولة إسلامية بآسيا.
ويأتي هذا الانتصار السياسي كدليل نجاح للحضور الكازاخي بين الدول الإسلامية، وحسن إدارتها للمنظمة التي ترأستها في 2011.
وهنا تجدر الإشارة أن قرار تغيير اسم منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضم 57 عضوا وتتخذ من مدينة جدة السعودية مقرًا لها، إلى “منظمة التعاون الإسلامي”، جاء بمقترح من جمهورية كازخستان.
واتخذ قرار تغيير اسم المنظمة وشعارها بعد 42 سنة من تأسيسها، ردًا على إحراق المسجد الأقصى في القدس.
واعتبر بيان المنظمة وقتئذ أن تغيير اسمها يشكل “تحولًا نوعيًا في أداء المنظمة وارتقاءً كبيرًا بفاعليتها كمنظومة دولية تعمل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية”.
وكان من دلالات هذا التحول ربما ما عبرت عنه دورة “أستانا” في سبتمبر من العام الماضي، والتي افتتحها رئيس كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، أول قمة إسلامية حول العلوم والتكنولوجيا، حيث كان العنوان رسالة من القيادة الكازاخية للأمة الإسلامية أن استرجاع المجد الإسلامي لن يكون إلا بالاهتمام بالعلوم وتشجيع وتوظيف الطاقات الهائلة للشباب في الإبداع والابتكار.
ويعد نائب الأمين العام الجديد اسكار موسينوف، سياسيًأ مرموقًا ودبلوماسيًا فذًا مثل بلاده في سفارات عديدة بالدول العربية وعلى رأسها مصر.
وعلى طريق الانتصارات والسمعة الدولية المعتبرة، كان انتصار آخر في طريقه للحصد، حيث فاز الملاكم الكازاخي جينادي جولوفكين، المعروف حول العالم بثلاثية “الجيم” على الملاكم الأمريكي الأرميني الأصل بيتروسيان في الجولة الثانية بالضربة القاضية.
كان المنافس سهلًا جدًا لجولوفكين، حيث يواصل البطل الكازاخي انتصاراته محطمًا أرقامًا قياسية في الوزن المتوسط.
ويحمل جولوفكين الآن أحزمة أشهر مجالس واتحادات الملاكمة المحترفة على رأسها ” “wbc, wba super, ibf, ibo
وتعتبر الملاكمة رياضة شعبية لدى الكازاخ، حيث تعني كلمة كازاخي في اللغات القديمة “المحارب الحر”.
وثمة العديد من الأبطال الكازاخيين في الأوزان المختلفة أبرزهم قانات إسلام الذي فاز ٢٥ مرة متتالية، منها ٢٠ بالضربة القاضية والشاب الجديد دانيار ايلوسينوف، البطل الأولمبي، الذي دخل عالم الاحتراف بقوة.
هذان الانتصاران وغيرها لا تأتي وليدة صدفة وإنما تخطيط، ورؤية، وعزم على النهوض ورفع علم دولة كازخستان عاليًا، وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق حلم الريادة المنشود.



