كازخستان.. الدولة التي زارها الرئيس

بقلم : أبوبكر أبوالمجد

ونستمر مع كازخستان الدولة التي زارها الرئيس، والتي كنا ولم نزل نرجو التقاط خيط  التحرك الرئاسي نحوها لمد الجسور معها، والاستفادة من تجربتها في كل القطاعات.

وكنا قد انتهينا في مقالنا السابق عند إستراتيجية “التحديث الثالث”، والتي كشفت عن خطة القيادة الكازاخية لتحديث وتطوير ونهضة كازخستان، وفي هذا الإطار تشهد العاصمة أستانا انطلاق (منتدى أستانا الاقتصادي)، والذي يعد أحد أكبر المنتديات الاقتصادية في منطقة أورآسيا في العقد الأخير.

ينطلق المنتدى خلال الفترة من 17-19 مايو الجاري، ليكون أهم امتداد اقتصادي للنجاح الكبير الذي حققه معرض إكسبو 2017، والذي أحدث طفرة مضافة وانتعاشة ملموسة للاقتصاد الكازاخي، وبخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات.

تعد هذه الدورة هي الحادية عشر للمنتدى، ومن المقرر أن يحضره رؤساء وقادة من كل دول العالم، فضلا عن علماء وخبراء في المجالات الحياتية المختلفة سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الثقافية، من أصحاب الإسهامات الإنسانية الرائدة.

 وسيناقش ضيوف المنتدى بمركز مؤتمرات “أكسبو” وفندق “Hilton Astana” الكثير من الأزمات والتحديات التي تؤرق البشرية.
هذه الفعاليات الكبرى التي تستضيفها الدولة الكازاخية لهي خير دليل على جدية القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس نور سلطان نزارباييف في مسألة “التحديث الثالث”، وأن الأمر ليس شعارًا جذابًا يتم رفعه لمجرد تحقيق مكاسب آنية، وإنما كان ولم يزل الهدف دومًا هو تحقيق رفاهية هذا الوطن ووضعه ضمن الدول الثلاثين الأعظم اقتصاديًا من خلال المضي قدمًا ووفق استراتيجية مدروسة في محاربة الفساد والإصلاح المؤسسي لإحداث طفرة في التنمية المبتكرة المستهدفة.

وهذا ما يجب أن نضعه نصب أعيننا كمصريين والاستفادة منه، ونؤكد على أن نقل هذه التجربة ومد الجسور بين مصر وكازخستان يعد هدفًا استراتيجيًا على المدى القريب والمتوسط من أجل معالجة مسالب التجربة الاقتصادية في مصر، وإصلاح العطب والترحل داخل مؤسسات القطاع العام بها.

على خلفية عقد المنتدى هذا العام، سيتم إطلاق برنامج “Global Challenges Summit”، ففي هذه المرحلة الجديدة وغير المسبوقة من الثورة التكنولوجية والتي خلقت عشرات الاتجاهات القادرة على تغيير شكل العالم، وتمثل أهمية كبيرة ليس فقط لكل دولة أو لكل قطاع أعمال بل لكل إنسان على ظهر هذا الكوكب.

هناك العديد من الاتجاهات العالمية التي تمثل أساسًا لبرنامج “Global Challenges Summit”، ومن بين تلك الاتجاهات:
النمو الاقتصادي
استدامة الموارد الرقمية والتحضر
الثورة المالية
الأمن العالمي والتحول الثقافي

كل هذه الاتجاهات من المقرر أن يتحدث فيها وعنها أكثر من 450 شخصية نصفهم ضيوف دولية مرموقة يأتون من أكثر من 24 دولة حول العالم.

ومن أبرز من تم تأكيد حضورهم للمنتدى، الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، والعالم الفيزيائي صاحب النظريات ميتيو كاكو، والرئيس السابق لـ“Goldman Sachs” وصاحب مفهوم البريكس جيم أونيل، وكبير الاقتصاديين بالبنك الدولي والمسئول عن أوروبا وآسيا الوسطى جانس تيمير، والخبير السياسي باراج هانا، ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جورجيا ميخائيل جانيليدزي، والرئيس الإستوني السابق توماس إليفيس، والأمين العام الثامن للأمم المتحدة ورئيس لجنة الأخلاقيات في اللجنة الأولمبية الدولية بان كي مون، والمخرج السينمائي الحائز على الجائزة الرئيسية لمهرجان البندقية السينمائي عن فيلمه “Golden Lion” كشيشتوف زنوسي وآخرين.

كما سيقوم كبار ممثلي السلطة التنفيذية في كازاخستان ورؤساء الشركات الحكومية، ومعاهد التنمية بتقديم إستراتيجيات كازاخستان للتكيف مع التغييرات الجديدة في العالم المعاصر المتسارع النمو، كذلك سيقومون بشرح دور كازاخستان في تنمية منطقة آسيا الوسطى.

وتعد هذه المرحلة وهذه الطريقة الرائدة والمميزة من التنظيم للمنتدى في انطلاقته الأولى في بداية عقده الثاني، مرحلة جديدة لتطويره، والتي من شأنها جعل أستانا محرك محوري لتنمية وتطوير البشرية والعديد من دول العالم.

فهل يكون لمصر في هذا المنتدى حضورًا ملفتًا واستفادة حقيقية تعود على صداقتنا وكازخستان وبلدينا بالنفع والخير؟!
أتمنى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق