بريطانيا العظمى عادات وتقاليد
أحمد جمال
تتميز إنجلترا بأنّها بلد ذات هويّة ثقافيّة فريدة من نوعها أمّا عن عادات أهل إنجلترا وثقافتهم فإنّه يمكننا القول إنّ تلك العادات والثقافات تشبه ذلك البلد كثيرًا في كونها فريدة الي حد ما، فما هي إلّا مزيج من عادات قديمة موروثة وما هو حديث متطوّر من العادات.
ونشير الا أنّ لإنجلترا وشعبها صفات وخصائص تميّزهم عن غيرهم فإذا تحدثنا مثلاً عن إنجلترا وثقافتها وعاداتها فإنّنا نعني بذلك إنجلترا فحسب، دون غيرها من البلدان التي تنتمي إلى المملكة المتّحدة على الرغم من أنّ بريطانيا عادة ما تُعرَف بـ(إنجلترا) في وسائط الإعلام العالميّة.
إنّ أوّل ما يُلاحَظ في الثقافة الإنجليزيّة اليوم هو تأثّرها الشديد بالأعراف الكثيرة المتداخلة في صلب مجتمعها ولا سيّما في العصر الحديث، أصبحت بلداً متعدّدة الثقافات وذلك بسبب تنوع الاعراق والأجناس المختلفة التي أسهمت في تكوين الهوية الانجليزية والأمر نفسه ينطبق على إنجلترا وعلى كلّ المدن البريطانيّة الأخرى أي إنّها تضمّ خليطًا من مختلف الجنسيّات والأعراق والثقافات والاعراف، وهذا واحد من أعظم دعائمها كشعب.
وكما هو معروف فإنّ العادات الإنجليزيّة هي جزء من الهويّة الإنجليزيّة، وفي المجتمع الإنجليزيّ آداب السلوك الاجتماعيّ مهمّة للغاية، إذ إنّ التأدب والكياسة والتهذيب هو القاعدة اللتي بنى عليه المجتمع الإنجليزيّ.
لذا فإنّك إذا كنت في إنجلترا فستكون عبارات مثل (لو سمحت) أو (شكراً) أو (عذراً) منتظرة منك طوال الوقت هذا بالإضافة إلى التقيّد بقواعد المجتمع الاساسية مثل الانتظام في طوابير انتظاراً للدور وما إلى ذلك.
وعلى مستوى الأعراف فإنّ عدم سماحك لبعض الأشخاص مثل: (الحوامل، النساء، كبار السنّ، العجزة) بأخذ دورك في الطابور أو أخذ مكانك في احدي وسائل المواصلات يُعتبَر في إنجلترا عملًا غير مهذّب.
ومن المهم جداً عدم التدخّل في شؤون الآخرين وعدم انتهاك خصوصيتهم، وإنّ أهمّ ما يُلاحظ في إنجلترا من عادات غريبة مثلا في اعراف الزواج ان هناك العديد من التقاليد التي لا نعرفها مثل:-
1. الفطور هو الضيافة:
يُعرف الطبق في الزفاف البريطاني بـ “فطور الزفاف”، حتى لو تناوله الضيوف عند الساعة الخامسة من بعد الظهر ويعود ذلك إلى تقليد القديم جداً عندما كان العروسان يصومان قبل زفافهما.
2. لا يُمكن إقامة الزفاف في حديقة المنزل:
في بريطانيا على الأماكن المخصّصة لإقامة الزفاف أن تحصل على رخصة يمنحها المجلس المحليّ وهناك سلسلة من القواعد والقوانين والشروط والمعايير التي على المكان أن يستوفيها، من بينها شرط أن يكون المكان مفتوحاً لدخول الجمهور مجاناً!.
3. ما زالت القبعات رائجة:
فيما مضى كان من الإجباري اعتمار قبّعة خلال حفلات الزفاف في بريطانيا فيما اصبح الأمر الان اختيارياً خلال حفلات الزفاف الأفراح الاجتماعية والتقليدية وقد تحوّلت القبّعات إلى رمز حيث نرى الجدات وأمّ العروس والفتيات اللواتي يعشقن التألّق يرتدونها في أغلب الأوقات.
4. لا يتناول الكيك خلال الزفاف:
عادةً تكون كعكة العرس البريطانية عبارة عن كعكة بالفاكهة مغطّاة بطبقة من السكّر يقطّعها المشرف على حفل الزفاف بعد أن يقصّ العروسان رسمياً الكعكة ويلتقطان الصور، وأخيراً يتمّ لفّ قطعها بمحارم وتُقدّم إلى المدعوّين لكي يأخذوها إلى منازلهم.
5. انتبهي إلى ملابسك:
وفقاً للقاعدة العامّة التي تنطبق على جميع الأعراس البريطانيّة يجب ألا ترتدي النساء الأبيض أو الأسود أو فستاناً قصيراً جدّاً أو ضيّقاً جداً أو ذا قصة مفتوحة جداً عند الصدر ويعتبر البعض أنّ اللون الأخضر لا يجلب الحظّ.
ايضا انجلترا بلد قائم على المساواة والحريّة، وفيها ترى أمورًا قد لا تكون موجودة في غيرها من البلدان مثل المساواة بين الرجل والمرأة والحقوق الاجتماعية.
ويتّخذ المجتمع الإنجليزيّ مبدأ الاستقلاليّة في التديّن، وهو أيضًا يحترم حريّة التعبير وفي القوانين الإنجليزيّة لا يوجد دين محدّد يجب على الناس الالتزام به.
ومن الجدير بالذكر هنا أنّ القوانين الإنجليزيّة والموقف الثقافيّ الإنجليزيّ العامّ هو أكثر تقدّمًا ممّا هو عليه في الأماكن الأخرى من العالم.
لهذا إذا زرت إنجلترا يجب أن تكون مهتمًّا قبل كلّ شيء بالتقيّد بالأعراف والتقاليد المتّصلة بآداب المعاشرة والكياسة والتهذيب.
وتذكّر أنّ الثقافة الإنجليزيّة قائمة على تشكيلة منوّعة من الثقافات وهذا شيء يسمح بالانفتاح والتسامح مع الناس الآخرين وأديانهم ومعتقداتهم، ولعلّ ذلك أحد الأسباب التي أثّرت في كون إنجلترا بلداً سياحياً مزدهراً بالإضافة إلى أنّه مكاناً لعيش المغترب وملاذاً للاجئ.
نرجو أن تكون عزيزن القارئ قد أخذت فكرة ولو بسيطة عن تكوين المجتمع في إنجلترا وعاداته وثقافاته، ونأمل أن تصبح تلك المعلومات عوناً لك إذا رغبت في السفر إلى هذا البلد الرائع.